يتسائل الكثير من الناس عن ما هي الفنون الخطابية؟ ولكننا سعينا جاهدين لحصر كافة التعريفات الخاصة بها، حيث أن الخطابة تعني ترتيب الكلمات وصياغتها بأسلوب متميز؛ يساعد الخطيب أو الملقي أن يؤثر بشكل ملحوظ في نفوس المستمعين، والدخول لأعماقها لإقناعهم بما يؤمن به، وقام أرسطو بتعريفها على النحو التالي: "قوة تتكلف الاقناع الممكن"، وقيل بأنها قوة تحتاج لذلك الاقناع المتاح في كافة الأشياء المفردة، فضلًا عن أنها أحد الفنون التي تسعى لمشافهة الجمهور لاستمالة عقولهم، والتأثير في مشاعرهم.
بعد أن تعرفنا على ما هي الفنون الخطابية، وجب ذكر أن للخطابة العديد من الأنواع، ومنها ما يلي:
يتكرر سؤال ما هي أركان الخطابة؟ بقدر تكرار سؤال ما هي الفنون الخطابية؟ ولذلك قد حاولنا جاهدين أن نقوم بتوفير أركان الخطابة بشئ من التفصيل، وهي كما يلي:
هو من يلقي الخطاب ويجعل جمهوره مدرك ما هي الفنون الخطابية؛ من خلال التحدث إليهم وإقناعهم بوجهة نظره بكافة الوسائل المتاحة دون أن يشعر من حوله بأنهم مجبرون.
ويقصد به الموضوع الذي قرر المتحدث البحث عنه وإعداده في السابق لإلقائه أمام جمهوره، وذكر جميع النقاط والعناصر التي قام بتحديدها واختيارها والتأكد من صحتها مسبقًا.
ويمكن تقسيم الجمهور لثلاثة أقسام، وهي:المخاطب: ويقصد به الجمهور المستمع للخطبة. الحاكم: ويقصد به الشخص الذي يعطي تقييمًا للمتحدث، وكذلك يحكم على مدى أهليته بالنسبة لامتهان الخطابة. النظارة: ويطلق هذا اللفظ على هؤلاء الذين يأتون للخطبة ثم يبدأون بالهتافات التي تساهم في تشجيع المتحدث وكذلك تحفيزه لاستكمال الخطبة.
هناك بعض المهارات التي تساهم في بناء متحدث لبق، قادر على إلقاء خطبته أمام مستمعيه دون تردد، أو خوف، فتجد من وهبه الله هذه المهارات يعلم تمامًا ما هي الفنون الخطابية، ويقف بكل ثقة ويسعى لاقناع جمهوره برأيه ووجهة نظره، وكل هذا يعد من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الخطبة، ومدى تأثيرها على الجمهور، ومن هذه المهارات ما يلي:
ويقصد بها أن المتحدث لديه حصيلة كبيرة من الكلمات والمفردات التي تعينه على التعبير عما يرغب دون توتر، إضافةً إلى ذلك فهذه المهارات تتيح له استخدام أرقى الكلمات، وأكثرها تأثيرًا على من حوله، فضلًا عن أن الخطيب ينبغي أن يحيط بما يرغب في عرضه على الجمهور ويصبح ذلك أسهل حين يمتلك المتحدث بعض المعرفة ولكن بشكل دقيق.
والمقصود بذلك أن يتسم الخطيب بقدرته على إعداد الخطبة وتحضيرها، واختيار موضوعها، فتجد أن المعد الجيد يذهب لاختيار مميز يخطف به انتباه الجمهور، وينبغي أن تكون خطبة هادفة، وواضحة، حيث أن تحديد الهدف يساهم في تقوية الخطبة، وكذلك ظهور مدى تأثيرها على الجمهور، ويعرفهم أكثر ما هي الفنون الخطابية، ويشعرهم بجمالها.
مهارات قوة الشخصية والثقة بالنفس
وتشير إلى مدى ثقة الخطيب أو الملقي بذاته، وإيمانه بتلك الأفكار التي يلقيها على مسامع الجمهور، فدائمًا ما يثير انتباهنا الخطيب الواثق بنفسه ونجده يصل إلى قلوب مستمعيه بشكل سريع، إضافةً إلى تأثيره في عواطفهم، وعقولهم، وكل ما سبق نتيجة لامتلاكه شخصية ثابتة وصادقة، تساهم في زيادة ثقة المستمعين به نظرًا لأنه يقوم بنقل الحديث.
مهارة الاستماع الجيد
وبذلك نجد أن الخطيب لابد أن يكون مستمع جيد أيضًا؛ لأن ذلك يساعده في تلقي الآراء من حوله وتجاوبه معهم، وقبوله للنقد الموجه لوجهة نظره ومناقشة المستمع فيه، وأخيرًا فإنه يجب عليه اختيار الألفاظ المناسبة للفئة التي يلقي عليها خطبته
بعض الصفات التي يجب أن يمتلكها الخطيب
هناك العديد من الصفات والخصال التي لابد أن يتحلى بها الخطيب، المتحدث اللبق، أو كل شخص يدرك ما هي الفنون الخطابية، ومن ثم يسعى أيضًا لتوظيفها بالشكل المناسب أثناء خطبته لكي يؤثر إيجابيًا على مستمعيه، ومن هذه الصفات ما يلي:
مراحل تطور الخطابة على مر العصور
وكما هو معروف عن العرب فإنهم قوم علم ولغة، فقد كانوا يعرفون الخطابة بل يستخدمونها كإحدى وسائل التواصل فيما بينهم منذ بداية العصر الجاهلي، فكانوا دائمًا ما يستعملونها في التفاخر بنسبهم، وماضيهم، وكذلك إذا أرادوا تحفيز أنفسهم على القتال، وأيضًا في نشر الأمن والسلامة بينهم، يمكن القول أنهم استخدموها في كافة متطلبات حياتهم ومراحلها الدينية، والإجتماعية، وكذلك الأدبية، وقد كان هناك العديد من الخطباء في هذا العصر وأشهرهم شخص يدعى قس بن ساعدة، وكذلك أخر يدعى أكثم بن صيفي، وكان للخطيب في هذا الوقت مكانة وقيمة عظمى في مجتمعه، وكان هناك بعض الشعراء الذين اشتهروا باتقانهم لفنون الخطابة بجوار موهبتهم الفطرية في الشعر وأشهرهم هو الشاعر العبقري عمرو بن كلثوم التغلبي، ومن ثم جاء الدين الإسلامي وطور من قيمة هذا الفن وجعله من أكثر الفنون الراقية، فقد كان له دور جليل وواضح في دعوة الناس للإسلام، وكذلك معرفتهم بأمور دينهم والغوص بأعماقه، وأخيرًا جاء العصر الأموي الذي ظهر خلاله تطور ملحوظ في كافة الفنون التي تخص الأدب ومنها الخطابة، فقد كان لها أهمية عظيمة.