تهدف هذه الدراسة لتقديم التصور الواضح عن الخصائص اللغوية لجميع الأطفال المضطربين من حيث اللغة، وكذلك أثرها على جميع النواحي الأكاديمية عندهم، بالإضافة إلى أنه لابد إلقاء الضوء على بعض البرامج التربوية التي تقدم لهم، ومن أجل تحقيق ذلك لابد من معرفة ما هي الخطة العلاجية للتنمية اللغوية.
تصحيح الخطأ:
أي تصحيح المشاكل البصرية والسمعية والعصبية إذا كان الطفل ضعيف السمع أو البصر، وإذا كان لديه مشكلة عصبية يجب العرض على أخصائي أعصاب، وإذا كان له مشكلة حركية فيجب أن يسير وفق خطة العلاج الطبيعي، بحيث يستطيع الطفل أن يوضح بؤرة صرعية، وإذا قمنا بعمل رسم مخ فيظهر خلل في النظام عند الطفل وكذلك تشويش في رسم المخ أيضاً فلابد من إرساله إلى الطبيب لكي يوضح ما هي المشكلة التي لديه.
التنبيه اللغوي العام:
ينقسم هذا التنبيه إلى قسمين:
يتم البدء في ذلك في عمر سنتين وتتم هذه الإرشادات مرة واحدة كل ست أسابيع، لأن أقل تحسن لن يكون قبل هذه المدة على الجلسات، وتعتبر أفضل وسيلة للإرشاد الأسري هي جلسة للأم تشمل وجودها أثناء إعطاء الأخصائي هذه الجلسة للطفل حتى تستطيع تقليده في الطريقة ولغة الصوت، ومن الأفضل أن تكون هذه الجلسة لمدة ساعة ويجب معرفة الأم لبعض التنبيهات والإرشادات لكي تتعامل مع الطفل.
يبدأ هذا التدريب من سن ثلاثة سنوات حيث أن الطفل قبل ذلك غير قابل لهذا التدريب، مما يساعد على مواصلة المشاركة الأسرية والإرشادات.
خطوات التدريب المباشر
تكون هذه المرحلة خلال السنة الأولى للطفل الطبيعي، ويتميز هؤلاء الأطفال في تلك المرحلة بسهولة التشتت، لذا نحتاج إلى تثبيت الانتباه لما يجذب التعليق والانتباه عليه، ويوجد الكثير من أبعاد المنبهات التي تسهل التشتت عليه، لذلك يمكنك اختيار لعبة مسلية لكي تلفت نظر الطفل ثم تقوم بالتعليق اللغوي على النشاط الذي يقوم الطفل به.
وتتم هذه المرحلة خلال السنة الثانية من عمر الطفل، وفي تلك المرحلة يتم التركيز على الشيء الذي ينوي اللعب به أو عمله بشدة، والذي يكون غير مرن فلا يتمكن تحمل أى تدخل من الكبار ولذلك لابد على المدرب أن يجعل من نفسه جزءًا كبيرًا من اللعبة ثم يقوم بعمل تحوير داخل اللعبة بشكل تدريجي.
تحدث هذه المرحلة خلال السنة الثالثة من عمر الطفل، ويتم هنا التحكم في كيفية انتباه الطفل لأنه يكون أسهل، ولكن لازال التحكم عبء كبير بالنسبة للأخصائي، ويسمى هذا الانتباه أحادي العقلية، بمعنى أنه إذا كان يلعب بشيء ما فلا يفكر في شيء آخر ولكنه يكون أكثر مرونة من المرحلة السابقة حيث يتم إعطائه أمر ما فنجده ينفذه ولكن مع قليل من المساعدة حتى يحول انتباهه عما يفعل.
تتم هذه المرحلة خلال السنة الرابعة، حيث يستطيع الطفل في تلك المرحلة أن يتحكم في بؤرة انتباهه، ولكنه مازال على وضعه فهو أحادي العقلية وإذا نادينا عليه فإنه يستجيب وينظر ويركز فيما يقوله الطرف الآخر، ثم يعود بانتباهه إلى اللعبة مرة أخرى وينفذ ما طُلب منه، إذن في تلك المرحلة يتمكن الطفل من التحكم في الانتباه بدرجة بطيئة لذلك يمكنك إعطاءه وقت لذلك.
تعتبر هذه المرحلة هي استعداد للمدرسة، ويستطيع الطفل في هذه المرحلة أن يستجيب لأي تنبيهات لغوية أو منبه خارجي له علاقة بالمهمة التي يقوم بها دون حاجة إلى التوقف عن القيام بما كان يفعله والنظر إلى المتحدث.
في هذه المرحلة يكون مستوى الانتباه ناضج جداً، بحيث يكون الطفل قابل للتعلم داخل المدرسة، وتتميز هذه المرحلة بأنها كاملة التحكم عن غيرها في الانتباه لمدة أطول، وبذلك نكون قد تعرفنا على خصائص كل مرحلة على حدة من جميع المراحل الخاصة بالانتباه وكيفية التعامل معها.
لذلك يجب أولاً أن نقوم بتقديم المرحله التي ينغمس فيها الطفل، وبناءاً عليه يجب التدخل لكي يقوم بتحسين حالة الطفل، فيجب التفرقة في عمر الطفل العقلي وكذلك الزمني والذي يعطينا فائدة كبيرة، لأن غالبية الأطفال الذين يعانون من تأخر اللغة يندرجون تحت طائلة الإصابات الدماغية أو التخلف الفكري.
تحسين القدرات الأدائية للطفلإن الهدف من تنمية هذه القدرات هو تحسين الإدراك البصري للطفل وكذلك القدرات الأدائية التي ترتبط بالعين وكذلك الحركة هي التآزر في العين واليد للعمل على تحسين إدراك الطفل، وتكون الخطوة التالية فهم الرموز وعلى وجه الخصوص تلك الرموز اللغوية التي تساعد في نمو اللغة حيث أن اللغة هي رمز اتفقنا عليه لنتخاطب به، وإذا لم يتم الوصول إلى هذه المرحلة فلن يستطيع الطفل اكتساب اللغة، ومن أجل تحسين هذه القدرة لدى الطفل لابد من العمل على تحسين ما يلي:
أولاً: الإدراك البصري:
من أجل تحسين الإدراك البصري لدى الطفل يجب القيام بمضاهاة الأشكال.
ثانياً: القدرات الحركية البصرية:يقوم المدرب مثلاً بإستعمال المكعبات ليعمل بها شكل ما، ثم يطلب من الطفل تقليده بالإضافة إلى التعليق اللغوي، ثم يبدأ الأخصائي بعدد قليل من المكعبات، فإذا نجح يعطيه عدد أكبر وهكذا، وفي تلك الألعاب من الأفضل ان يجلس الأخصائي إلى جانب الطفل وليس أمامه للعمل على التسهيل عليه ولأنه قد يحدث لبس عند الطفل أو اضطراب.
ثالثاً: المهارات التركيبية أو البنائية:
تعتمد هذه المرحلة على تخيل الطفل، حيث نعطي الطفل صلصال أو لعبة ونتركه يصنع عربية أو برج، ويجب الإهتمام بالتنبيه اللغوي وكذلك مساعدة الطفل في ذلك وإعطائه فرصة مع القليل من الإيحاءات للمساعدة.
وبذلك نكون قد انتهينا من سرد كافة التفاصيل حول ما هي الخطة العلاجية للتنمية اللغوية ودور كل من الأم والأقارب وكذلك الأخصائي في ذلك.