يتكرر سؤال كيف تلقي بأثر؟
- فاليوم قد حاولنا جهدنا للوصول لإجابة مرضية؛ فالإلقاء المؤثر يعد أحد أهم قواعد الخطابة، فمن خلاله نستطيع أن نقوم بتحديد استجابة المستمعين، ومدى إيمانهم بما يُقال، ومثال على ذلك العديد من الأفراد حولنا منهم مَن يظهر بشكل مستمر ويتحدث مع جمهوره ويلقي عليهم خطاباته ولكن دون جدوى، وهناك مَن يظهر كل حين وحين ولكن أثره باقٍ، فهو يهتم ويسعى لجعل إلقائه مؤثر بقدر الإمكان، فضلًا عن أن معرفة الإلقاء بأثر تجعلك على دراية بكيفية التواصل مع كل من حولك بطريقة سليمة؛ وهو من أقدم أنواع التواصل الذي تطرق له الإنسان في قديم العصور، ولكي تتعرف على كل ما يخص الإلقاء بأثر تابع معنا السطور القادمة.

تعريف الإلقاء المؤثر
- يمكن تعريفه بكل بساطة بأنه مجموعة من الجمل التي يلقيها المتحدث على جمعًا من الناس؛ بغرض طرح موضوع والتأثير في الجمهور المستمع، ونقل عن بعض العلماء أن الإلقاء هو فن التواصل مع الجمهور بشكل شفهي مع استمرار المحاولة في التأثير عليهم، كما أنه علم يقوم بناءً على العديد من القواعد والأساسيات التي ينبغي على من يتسائل كيف تلقي بأثر أن يدركها ويمارسها حتى يتعود عليها، ويصبح لديه القدرة على الدخول إلى مشاعر جمهوره، والتأثير في عواطفهم بشكل مباشر.
المهارات اللازمة لتعلم كيف تلقي بأثر
- نستطيع حصر مهارات الإلقاء في قيام الفرد بمخاطبة مجموعة من الناس بشكل تفاعلي، وبكل ثقة، بغض النظر عن معرفته السابقة لهم من عدمها، وهذا بالطبع يساعد في زيادة الثقة بالنفس، كما أنه يقضي على التوتر الذي يكون مصاحب للكلام، وأخيرًا فلابد من العمل على تطوير هذه الناحية من شخصية كل فرد وللقيام بذلك قمنا بجمع المهارات التي تساعد كل من يتسائل كيف تلقي بأثر؟ وهي كما يلي:-
استخدام طبقات الصوت
- فيجب على المتحدث عدم التركيز على وتيرة صوتية واحدة دون الانتقال لغيرها، واستخدام كافة طبقاته الصوتية فهذا بالتأكيد يُشعر الجمهور بالملل، ويحثهم على عدم التركيز فيما يقول المتحدث، ولتطوير الصوت يمكن أن يقوم الملقي بتعلم كيفية التنفس بعمق وبشكل كلي عن طريق الحجاب الحاجز، هذا بالإضافة لتعلم التنفس عن طريق البطن فهذا يمنح الملقي صوت مميز به قوة ملحوظة، وبالمناسبة فهذه هي الطريقة التي يقوم المدربون باستخدامها لجعل أصواتهم متميزة، والحد من الشعور بضيق التنفس، وكذلك اللهث المفرط نتيجة للكلام والتوتر.

التركيز على المعاني الهامة
- يمكن للملقي أن يقوم بالتركيز على بعض الكلمات والمعاني التي يظن أنها قد تؤثر إيجابًا في المستمعين، وتثير اهتمامهم، وبهذا يضمن عدم شعورهم بالملل، ويحاول خطف انتباههم من حين لآخر.
التأني بالكلام والتحدث بتمهل
- حيث أن التحدث بأريحية يعد من حسن الحديث، ومعنى ذلك أن يتحدث الملقي بطريقة مناسبة ليست سريعة فلا يستطيع فهمها الجمهور، أو تلك البطيئة التي تصيبه بالملل فخير الأمور أوسطها.
ركز على الكلمات والجمل الهامة
- على الملقي أن يقوم باختيار الكلمات الملائمة بكل عناية دون اللجوء للغموض فهذا لا يساعده على إتمام خطابه، بل يجعل فهمه صعب على الجمهور، كما يجب التقليل من إطالة الحديث بوضع كلمات لا فائدة منها بل يمكن استخدام الصمت المؤقت لثواني معدودة بدلًا منها.
تكرار الأفكار الهامة على فترات متباعدة
- يمكن أن يقوم الملقي بعرض الفكرة مرةً أخرى إذا ما شعر باستحسان الجمهور لها ولكن بأسلوب مختلف، وكذلك على فترات متباعدة.
التحكم في معدل سرعة الكلام
- ينبغي أن يتحكم الملقي بمعدل سرعته في الكلام، ويعرف متى يتحدث بسرعة ومتى يبطئ، فيجب زيادة سرعة الكلام في النقاط التي يظن المتحدث أنها ليست هامة، ويبطئ في النقاط التي يرغب في توضيح مدى أهميتها، كما أن تغيير سرعة الصوت من أهم المهارات التي يتفاعل معها الجمهور.
استخدام لغة الجسد
- وتعد هذه الطريقة التي أقدمها لكل من يرغب في معرفة كيف تلقي بأثر، وهي الطريقة الأنجح التي يقوم باستخدامها كل يرغب في التواصل مع الجمهور بكل فعالية، حيث يقوم باستخدام كل خلية في جسده تعابير وجهه، وكذلك استعمال يديه،وعمل إيماءات وحركات تساهم في توصيل المعلومة بشكل أبسط.

التوقف بين الأفكار الهامة وكذلك الجمل
- يقوم كافة المتحدثين المشاهير بالتوقف لثواني معدودة فهذا يساعد في تحفيز أعصاب الجمهور ويمنحهم الوقت الكافي لفهم واستيعاب ما قيل، فضلًا عن أن الملقي يبدو بالمظهر الواثق بنفسه، المتحكم بانفعالاته.
عناصر الإلقاء المؤثر
- بعد أن تحدثنا عن الإلقاء وتعريفه، وكذلك المهارات الواجب توافرها في المتحدث، كان لابد من التعرف على عناصر الإلقاء، وهي كما يلي:
- المصدر: وهو المتحدث أو الملقي الذي يكون عادةً يدرك القواعد العامة للإلقاء، إضافةً إلى قدرته على على التواصل مع المستمعين.
- المستقبل: ويقصد به الجمهور والذي لابد أن يحدث توافق بين الإلقاء وبين مستواه الفكري والثقافي، وكذلك تقاليده التي اعتادها.
- الرسالة: وتشير الرسالة إلى محتوى أو ما يتضمنه الخطاب؛ إذ أنه يجب أن يتناسب مع اهتمامات المستمعين.
- القناة:وهي تلك الطرق التي يستخدمها الملقي، والتي يجب اختيارها بعناية حتى يتقبلها الجمهور.
- الاستجابة: ويقصد بها كم الإستفادة أو المعلومات التي حصل عليها الأفراد المستمعين عقب الإنتهاء من الخطاب، وكذلك مدى إدراكهم لما قيل.
- المؤثرات: ويقصد بها تلك المؤثرات المستخدمة في الندوة أو الإجتماع مثل : الضوء والصوت، وكذلك درجة الحرارة.
الاستراتيجيات اللازم تطبيقها لمعرفة كيف تلقي بأثر؟
ولكن الخبر المفرح أنه يمكن تعلم مهارة التحدث أمام حشد من الناس بكل سهولة، وهكذا يمكنك أن تصبح متحدث لبق، وملقي مؤثر إذا ما قمت بتطبيق الاستراتيجيات التالية:
- التخطيط المناسب للخطاب بدايةً يجب التفكير في أهمية الفقرة الأولى، حيث أنها تتيح للجمهور تقييمك كملقي جيد أو لا، كما أنها تعمل على إثارة فضول الجمهور، ولذلك حاول استخدام كافة الأدوات المتاحة، وقم بالتخطيط الجيد لاتصالاتك وتعاملك، ولكن وجب الإشارة إلى عدم إمكانية جدولة كافة الاجتماعات التي سوف تتحدث فيها بشكل علني، وبهذا يمكنك وضع الخطوط الرئيسية والأفكار الأساسية ثم البدء بالارتجال. الاستعداد للإلقاء مع الممارسةهناك بعض النقاط التي يجب مراعاتها لكي تتعلم كيف تلقي بأثر فعند تحضير الخطاب يجب الأخذ في الاعتبار مدى منطقيته، وكذلك ينبغي أن يكون حيوي، ومتضمن للأمثلة وبعض الحكايات والقصص حيث التي تساعد في تبسيط المعلومات والمحتوى المقدم، وضع في حسبانك دائمًا أن الممارسة هي الحل الأمثل لكي تتمكن من التحدث أمام الجمهور بدون توتر وبثقة وأريحية. إبراز نقاط قوتك والتحدث عنها وكذلك نقاط ضعفكأثناء الخطاب يقوم الملقي بتحليل نفسه بصفته متحدث، ثم يقوم بتحديد نقاط القوة في شخصيته وكذلك نقاط الضعف التي تخص شخصيته الواقعية، وتعد الطريقة الأفضل هي أن تقوم بالتركيز على شخصيتك وصفاتك فمثلًا يمكن استخدام الحس الفكاهي في إثارة اهتمام الجمهور، أو ربما تكون راوي جيد للقصص، أو ربما كنت تمتلك قدرة على تبسيط الأفكار التي تتسم بالعقيد، ولكن بغض النظر عن نقاط القوة في شخصيتك يجب استخدامها باعتدال للحفاظ على القاعدة الجمهورية.كن دائمًا منتبهًانتفق جميعًا على أن هناك بعض أنواع التحدث لا يكون معها تفاعل بين الملقي وجمهوره بشكل مباشر؛ وعلى الرغم من ذلك فهناك العديد من الأمثلة التي يستطيع الملقي أن يتفاعل مع الجمهور كأن يتواصل مع أغلب من يحضرون الاجتماع أو الندوة وهذا يمنحهم الشعور بأنهم في حوار مباشر مع الملقي.