08 Jun
08Jun

حتى تتمكن من إقامة علاقات اجتماعية مع الأشخاص المحيطين بك لابد أن تتمكن من إتقان لغة الحوار، لأنه كل العلاقات قائمة على هذا الأساس، لذلك يجب أن تتعلم كيف تحاور الآخرين لأن الحوار هو لغة التواصل المهمة التي نستخدمها كل يوم في أماكن متعددة سواء في العمل أو في محيط الأسرة، لذلك يوجد أساليب للحوار حتى نتمكن من القيام بهذا الأمر على مدار اليوم.

ما المقصود بالحوار؟

  • الحوار هو الوسيلة التي من خلالها نستطيع التفاهم مع الآخرين حتى نحقق المنفعة المشتركة وأن تزيد من العلاقات بين الأشخاص مما يؤدي إلى حماية الشعوب.
  • أيضًا يعرف الحوار بتداول الحديث بين طرفين أو أكثر لمناقشة موضوع معين، لكن يكون الحوار بناء حيث يتم تبادل الخبرات والمعلومات والآراء المختلفة.
  • الحوار هو من أكثر الأساليب الخاصة بالتواصل التي تتميز بالرقي من خلاله يظهر الأخلاق الحميدة التي يتمتع بها الأفراد، حتى نصل إلى إيجاد الحلول التي ترضي جميع الأطراف.

آداب الحوار

لابد أن نتعلم جميعًا آداب الحوار، فهو من أهم المبادئ والأخلاق التي لا يمكن تجزئتها والتي يجب علينا أن نعلمها لأبنائنا منذ الصغر، لأن الهدف من الحوار هو الوصول إلى الرأي الصحيح وإثبات الحقيقة، لذلك لابد من تعلم آداب الحوار وهي كالآتي:

حسن المقصد

  • يشترط في آداب الحوار أن يكون الهدف منه هو الوصول إلى الحقيقة وليس الدخول في معركة وكل طرف يحاول الانتصار على الطرف الآخر وإثبات أنه على حق.
  • كل شخص يعرف أن رأيه من الممكن أن يحتمل احتمالين الأول هو الصواب والاحتمال الآخر هو الخطأ، وهذا لأن كل منهم لديه الكثير من الأفكار والآراء التي تختلف عن وجهة نظر الشخص الآخر.
  • لذلك يجب على كل شخص أثناء الحوار أن يدافع عن الحق وأن يمتلك حسن النية أثناء الحوار.

التواضع

  • التواضع وهي من الصفات الحميدة التي يتحلى بها الإنسان من قول وفعل لذلك لابد من الابتعاد على الكبرياء والغرور، لأن تلك الصفات من الصفات الغير جيدة، فهذا يحدث عندما تتحدث مع أشخاص ينظرون إليك ويبتعدون عنك وعدم الاهتمام بحديثك بالإضافة إلى وجود بعض تعابير الوجه التي تدل الكبرياء، فهذا ليس من آداب الحوار.
  • لكن رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أوصانا بالتواضع وأن نحترم الآخرين، حيث أن الشخص الذي يحمل صفة التواضع دائمًا يحب الحق ولو كان على لسان الأعداء لأن الهدف أثناء الحوار هو الوصول للحقيقة.
  • لذلك يجب علينا أن تتخلى عن أي تعبيرات وألفاظ من الممكن أن تظهر الكبرياء في الحديث.

الإصغاء

  • يوجد أشخاص دائمًا تحب الحديث لفترات طويلة ولكن تجد القليل الذي يتمتع بفن الإصغاء أو الاستماع.
  • علينا أيضًا أن نعرف أن الإنصات للآخرين تعبير على قوة شخصيتك وقدرتك على أن تساعد من يحتاج إليك، كما يساعدك في إيجاد بعض الملاحظات التي من الممكن أن تكون بعد ذلك مفيدة لك.
  • لابد أن نعرف الحكمة من خلق المولى عز وجل  لسان واحد وأذنين وهذا حتى نسمع جيدًا للآخرين ونستوعب ما يقولون وتقديم النصيحة لهم.

الإنصاف

  • عندما يعترف الإنسان أنه مخطئ فهذا الأمر لا يقلل من قيمتك أو قدرك أمام الناس بل من الممكن أن يزيد من احترام الناس إليك، بالإضافة إلى أنه يدل على شجاعتك وثقتك بنفسك.
  • الإعتراف بالحق فضيلة لذلك يجب علينا جميعا أن نبحث عن الحق وأن نرضي المولى عز وجل ولا نرضى الناس.

احترام الطرف الآخر

  • الحوار الجيد دليل على الأخلاق الحميدة لذلك عندما يدور حوار بين أشخاص لابد أن يتبادل كل منهم الاحترام لبعضهم البعض، ويعرف كل منهم  جيدًا أن الهدف من الحوار هو أن يصل كل منهم إلى وجهة النظر المفيدة والتي تقوم على المصلحة العامة.
  • يشترط أن يكون الحوار المتبادل يستند إلى حجج قوية ومقنعة حتى يكون الرأي على حق.

أهم الأساليب للتحاور الجيد مع الآخرين

حتى تتمكن من إقامة علاقات مع أشخاص لابد أن تتعلم كيف تدير الحوار، لأنه من المبادئ الأساسية لإقامة أي علاقة اجتماعية ناجحة، لذلك لابد من التعرف على الأساليب والطرق التي تساعدك في إقامة حوار جيد مع الآخرين وهي كالآتي:

الابتعاد عن الآثار السلبية

  • حتى تقوم بعمل حوار فعال مع الأشخاص لابد أن تبتعد عن الاستعانة بألفاظ سلبية والتي من الممكن أن تسيء لمن تحاورهم.
  • لكن عليك أن تقوم باستخدام كلمات لطيفة مع الاستعانة ببعض العبارات التي توحي بمدى محبتك لهم.

التحلي بالصبر

  • من الممكن أن تتعرض لمواقف كثيرة ومنها التعامل الأشخاص لا تحب التعامل معهم وهذا يرجع إلى كونهم يتسببون في إزعاجك.
  • هنا لابد أن يتمتع الإنسان بالصبر عند الحديث مع الطرف الآخر، لأنه من الممكن أن يصلوا بك إلى أن تفقد أعصابك لذلك علينا أن نتمتع بالصبر عند التعامل مع الآخرين.

فهم الطرف الآخر

  • لابد أن تتمتع بقدر من الحكمة والذكاء لكي تصل إلى حوار إيجابي بناء من حيث أن تمتلك مهارة قراءة أفكار الشخص الآخر وأن تتوقع ردود أفعال منه فهذا الأمر يؤدي إلى إظهار أهميتك أمام هذا الطرف وقدرتك التي تمتلكها في فهم الآخرين.

عدم إصدارالأحكام المسبقة

  • عليك أن تتمتع بقدر من الإصغاء للطرف الآخر وأن تعرف كل التبريرات والأفكار التي تصدر منه حتى تستطيع أن تحكم على الأمور وأن تصل إلى الحقيقة.
  • هذا الأمر يساعدك في استخدام كلمات حوارية من الممكن أن تندم عليها بعد ذلك.

الاعتراف بالخطأ

  • ليس من السيء أن يعترف الإنسان بخطئه إذا أخطأ، بالعكس هذا الامر يعلي من شأنه وحتى لا يشعر الأطراف الآخرين بأنك شخص أناني ليس لديك أسلوب حواري، فعلى كل إنسان أن يعترف بالخطأ الذي ارتكبه وأن يطلب المسامحة من الآخرين.

الابتعاد عن العنف

  • حتى تكون شخص تتمتع بأسلوب جيد في الحوار  لابد أن تبتعد عن العنف سواء كان عنف لفظي أو جسدي عند الحوار.
  • لأن هذا الأمر يجعلك شخص هجومي.
  • يجب عليك أيضًا أن تكون إنسان إيجابي بأن تزرع التفاؤل والبسمة على وجوه الآخرين.

نصائح هامة للتحاور مع الآخرين

عليك أن تتبع بعض النصائح عندما تدخل في حوار مع أشخاص حتى تصل بالحوار إلى الطريق الصحيح والوصول إلى الهدف من هذا الحوار وأهم هذه النصائح الآتي:

  • عند التحدث عليك ان تتكلم بصوت منخفض.
  • التحلي بالهدوء والصبر مع رسم الابتسامه على وجهك.
  • إلقاء التحيه قبل البدء في أي حديث.
  • احترام آراء الآخرين وأفكارهم حتى ولو كانت تتعارض مع أفكارك.
  • الانسحاب بطريقة مهذبة عندما تشعر بأن الحوار سوف ينساق بك إلى طريق من الممكن ان يسبب لك ازعاج.
  • عليك استخدام تعليقات طريفة من وقت لآخر حتى يتم تلطيف الحوار.
  • انصت جيدًا وعليك ان تصل وجهه نظرك بأسلوب مهذب، وعليك أن تتقبل وجهة نظر الأخر.
  • الاستعانة ببعض الأمثلة الواقعية أثناء الحوار حتى تستطيع من خلالها تقريب وجهة نظرك.
  • عليك أن تتجنب ضمير المتكلم طول الحديث مثل استخدام "أنا أفعل ذلك" وهكذا.


وبذلك نكون قد قمنا بمعرفة كيف تحاور الآخرين، وتعرفنا على كل الطرق والأساليب لقيام حوار جيد، بالإضافة إلى معرفة آداب الحوار التي يجب أن نتبعها حتى نتمتع بالحوار الجيد.  

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.