يوجد العديد من الفنون التي يرغب الإنسان أن يمتلك المهارة فيها ويتقنها ومن بينها فن الارتجال في الكلام وفن الإلقاء أيضاً حيث أنهم يظهروا الفنان المبدع والمتمكن عن غيره، وإتقانه يحتاج منك تدريب بشكل مستمر فعند تحضيرك لموضوع ما يجب عليك التحدث فيه مع نفسك بصوت عالي مسموع حتى تتأكد من أنك قادر على التحدث فيه بكل ثقة للوصول إلى الهدف من الارتجال وهو إقناع الجمهور بفكرتك.
فن الارتجال في الكلام
المعنى الخاص بالارتجال يتضح في العديد من المواقف التي نمر بها خلال يومنا، والتي نضطر إلى التعامل معها من خلال التفكير فيها عدة لحظات فقط بدون أن نحضر أياً من الكلمات أو المفردات التي يمكن أن نستعين بها للرد عليها، ولكن عليك الاعتماد فقط على خبرتك في فن الارتجال في الحديث، والتعبير عن الموضوع بأسلوب مميز حتى تستطيع إقناع المستمعين، ولذلك يوجد بعض التمارين الفعالة التي تساعد في تطوير وتنمية هذا الفن، ومن الجدير بالذكر أن معنى فن الارتجال في الكلام يجب أن يكون متغير غير ثابت حيث اختلافه يرجع إلى اختلاف الفنون، فنجد أن نوع الارتجال في التمثيل المسرحي يختلف عنه في العزف أو الغناء أو الرسم، كما أنه يختلف أيضاً عن ارتجال الخطابة أو الإذاعة عند المذيع.
تعريف الارتجال التلقائي
يوجد نوع من أنواع الارتجال يسمى بالارتجال التلقائي وهو عبارة عن نشاط إبداعي يعتمد الشخص المرتجل فيه على خبراته العديدة وذاكرته القوية التي تغنيه عن استخدام الورقة نهائياً، وفي هذا النوع يجب تحضير وإعداد العمل الذي سوف تقوم به جيداً، فنجد أنه في أعمال الخطابة والإذاعة يتم ارتجال الألفاظ وليست المعاني والأفكار، ونستنتج من ذلك أن المعنى الحقيقي للارتجال هو التعبير عن المعنى والفكرة الموجودة بداخلك دون اللجوء إلى القراءة وعدم الاحتياج إلى تحضير المعنى أو الفكرة.

أهمية الارتجال
فن الارتجال له أهمية كبيرة في حياتنا، لذلك فهو يعد من أرقى وأهم الفنون، ولذلك سوف نتعرف فيما يلي على بعض الفوائد التي تعود على الإنسان عند ممارسته فن الارتجال.
- الارتجال يحتاج من المرتجل أن يقرأ النص قراءة جيدة مما يجعل القاريء يهتم أكثر بنطق الكلمات بشكل سليم وصحيح بدون التركيز على نطقها بإحساس بحيث تصل الرسالة إلى المستمعين دون إحساس وخلق فجوة بين المرتجل والجمهور.
- مهاراتك في فن الارتجال يساعدك في تغيير خطبتك أمام الجمهور أو تغيير كلامك أثناء برنامجك الإذاعي وخروجك من الموضوع بكل سهولة بسبب حدوث ظرفاً ما، على سبيل المثال مناقشة أمراً ما مع مستمع الخطبة أو مع متصل ببرنامجك، وأيضاً في موقفاً ما في إحدى جلسات أصدقائك، فإن كنت لا تملك هذه المهارة أو القدرة على ارتجال الكلمة بشكل صحيح ومقنع فوقتها تضيع الفكرة وتضيع أنت أيضاً معها.
- يساعدك على التعبير عن ما بداخلك من أفكار بشكل سليم ومنظم، كما أنه يمنحك الثقة على الدخول في المناقشات مع الأشخاص المحيطين بك يومياً، دون الاحتياج إلى تحضير أو إعداد أو كتابة الكلمات والعبارات التي ستتحدث فيها.
- يساعدك فن الارتجال على التلوين في صوتك بشكل سليم وصحيح، في حين أن القراءة تمنع حدوث التلوين والتنويع في صوتك ووقتها يخرج ما يسمى بصوت أحادي النغمة مما يتسبب في شعور المستمعين بالملل من أسلوب القراءة.
نصائح مهمة قبل الارتجال
إذا كنت ممن يرغبون في اتقان فن الارتجال في الكلام فيجب عليك أن تقوم بالعديد من التحضيرات قبل البدء في الارتجال ومنها ما يلي:
- يجب عليك أن تقوم بتهدئة نفسك قبل البدء أي أن يكون ذهنك صافي، ومن الأفضل أن تحتفظ ببداية الكلام بحيث إذا ارتجلت في موضوع آخر فلا داعي إلى القلق من ذلك، لأنك تستطيع وقتها التعامل مع هذا الحدث جيداً دون التأثير على حديثك السابق أو اللاحق.
- من الضروري أن تحتك كثيراً مع فئات المجتمع المختلفة وفهمهم بصورة جيدة من أجل تثقيف نفسك وزيادة معرفتك، ويأتي هذا عن طريق الاستكثار من المرادفات اللغوية والحصيلة الأدبية وسعة ثقافتك أيضاً، وكل هذا سيزيد من مهارتك في الارتجال، كما أنها ستجعلك شخص مميز ومؤثر ذو مصداقية كبيرة عند الناس جميعاً.
- من الضروري تقديم نفسك بين وقت لآخر أثناء الحديث أمام الناس وهذا من أجل شعورك بالجرأة في الحديث، كما أنها تساعدك في التخلص من الشعور بالخوف والخجل والحياء عند تحدثك أمام الجمهور، وهذا يعني أن ارتجال الخطابة مهارة يكتسبها الإنسان، وليست موهبة تولد مع الإنسان بالفطرة.
- من الأفضل أن تستمع كثيراً إلى المتحدثين والمرتجلين المهرة، لأن عملية الاستماع تزيد من تحفزك واستعداداتك للكلام، كما أن فكر الإنسان يتغذى على عملتي المحاكاة والتقليد.
- يجب أن تكون واثقاً جداً من نفسك وأنك تمتلك القدرة الكبيرة على التحدث، لأنك أنت نفس الشخص الذي تكتب الورق وتقرأه، فيجب عليك أن تستخدم صوتك البشري في التعبير عن الأفكار الموجودة بداخلك، ولا تعتمد نهائياً على القلم والورقة في التعبير حيث أن أداة المذيع هي الصوت وليس القلم.
- من الضروري أن تراقب نفسك جيداً أثناء تأدية هذا الفن، وتسجيل نفسك، ثم استمع إلى ارتجالك كأنك واحداً من الجمهور، وقم بتوجيه الانتقادات إلى نفسك، وقم بإصلاح ما تراه غير مناسباً.
- قم بأخذ آراء من حولك من أصدقائك والمقربين إليك عن طريق سماعهم بتسجيل ارتجالك، وهذا من أجل الاستفادة من نصيحتهم لك وليس من أجل الإشادة.
- راقب نفسك جيداً بشكل مستمر من أجل معرفة درجة التقدم والتطور التي قمت بتحقيقها.
- حاول أن تتأمل وتفكر في أحوال جمهورك حتى تكسر الحاجز الموجود بينك وبينهم، مما يجعلهم يتأثرون أكثر بالكلام.

طريقة اتقان فن الارتجال
يوجد بعض التمارين التي تساعدك على إتقان فن الارتجال في الكلام ومنها ما يلي:
- قبل البدء في التدريب على فن الارتجال التلقائي يجب عليك أن تقوم بتصفية ما بذهنك من جميع الأفكار، ولكن يجب عليك التركيز فقط على فكرة الموضوع الأساسية.
- قم بتحديد الفكرة التي ستتحدث عنها بكل وضوح، مع محاولتك تذكر بعض الأحداث والمواقف التي حدثت من قبل في حياتك حتى تساعدك في توصيل فكرة الموضوع الذي تتحدث عنه إلى الجمهور.
- قم باستحضار احساسك بما يتناسب مع الموضوع الذي تتحدث عنه عند ارتجالك، لأن تقدم وتطور مهارة الارتجال تحتاج إلى الكثير من الإحساس والخيال.
- بعد استحضار عدة أفكار من ذهنك قم بوصف كل فكرة على حدى، وبعد ذلك رتبها بطريقة منظمة وصحيحة من أجل عرضها على الجمهور، وفي البداية يمكنك الاستعانة بكتابة بعضاً من الكلمات الصغيرة التي تساعدك في التذكير أثناء الارتجال، ولكن انتبه جيداً أنه لا يصح كتابة جمل وعبارات كاملة ونقلها إلى المستمعين حتى لا تُضعف طريقة إلقائك.
- من الأفضل أن تدرب كل يوم حوالي ربع ساعة، ويمكنك فعل ذلك عند وجودك في المنزل أو عند قيادتك للسيارة أو عند الدخول إلى النوم أو أثناء تحضيرك لمشروبك المفضل، فكلما زاد وقت التدريب زادت مهارتك وخبرتك في فن الارتجال في الكلام.