أكد الخبراء والباحثين أنه يوجد ما يسمى اخلاقيات الإلقاء وهي عبارة عن واجب أخلاقي يجب على المتكلمين تقديمه إلى المستمعين مع مراعاة ذكر المكان المأخوذ منه المعلومات والمصادر، بالإضافة إلى المحافظة على جميع المعايير والمواقف الأخلاقية المتميزة والقوي حتى تساعدك على اتخاذ القرار والرأي الصحيح عند إعداد وتجهيز عملية الإلقاء، ويجب على كل ملقي أن يكون لديه معرفة كاملة وتطبيق مميزات الإلقاء الفعال، كما أنه يجب عليه امتلاك التمييز بين عناصر الإلقاء الصوتي والجسدي.
فن الإلقاء له مهارات متعددة ومتنوعة على الفرد ويجب عليه معرفتها جيداً بالإضافة إلى إتقانها، وهذا بسبب أهميته الكبرى في مجتمعنا ومن أجل تحقيق الهدف الأساسي من الإلقاء وهو توصيل فكرة الموضوع لجميع عقول الناس، ولذلك سوف نتعرف فيما يلي على بعضاً من هذه المهارات والصفات التي من المفترض أن تتوافر في شخصية الملقي.
يوجد عدة عوامل تساعدك في اتخاذ القرارات الصحيحة المختصة ب اخلاقيات الالقاء وهي ما يلي:
هو عبارة عن مجموعة من الكلمات المتفرقة أو المنثورة، والتي تستخدم في مخاطبة الكثير من المستمعين والهدف من ذلك التأثير فيهم ومحاولة إقناعهم بالموضوع، وكان رأي الكثير من العلماء أن الإلقاء عبارة عن فن يقدم إلى الأشخاص المستمعين بشكل مباشر دون الاحتياج إلى أي وساطة، حيث أنه علم يعتمد على مجموعة من الأصول والقواعد والأساليب والمفاهيم التي من الواجب على أي شخص يمارس هذا الفن أن يتعلمها ويمارسها، بالإضافة إلى أن يتعود عليها، وكل هذا من أجل جذب المستمعين والتأثير عليهم وإقناعهم، كما أن أصله يرجع إلى ارتجال الشخص الذي يلقي الكلمة مع الإعداد المسبق، ومن الجدير بالذكر أن الخطيب يجب أن يكون له القدرة الفائقة على استمالة المستمعين، ومعرفة طريقة محددة لتوجيه مشاعرهم وعواطفهم حيث أن هذا أساس مهم جداً من الأسس الخاصة بفن الإلقاء.
بعد التعرف على أخلاقيات الالقاء من المعروف أن جميع المواهب والمهارات تحتاج إلى العديد من العناصر من أجل الوصول إلى أهدافها وتحقيقها بكفاءة عالية في الإقناع والأداء، ومنها ما يلي:
هو مصدر المعلومات الأساسي والوحيد للمتلقي، ولذلك يجب أن يكون على دراية ومعرفة كاملة لجميع القواعد الخاصة بفن الإلقاء، كما أنه من الضروري أن يكون لديه القدرة الكاملة على مواجهة الجماهير المستمعة.
يجب على الشخص الملقي أن يحترم عقلية الأشخاص المستمعين له بل عقلية المجتمع بأكمله، وهذا يتم عن طريق اختيار موضوع أو محتوى يتوافق مع عقلية وعمر وثقافة وعادات الأشخاص المستقبلين لها.
والمقصود به مضمون الرسالة أو الموضوع الذي يريد توصيلها إلى الأشخاص المستمعين، ومن المفترض أن يتم تقديمها بأسلوب متميز ومناسب للأشخاص المستمعة من الناحية الاجتماعية والفكرية.
ويقصد بها هنا الطريقة أو الأسلوب المستخدم والمعتمد عليه عند إلقاء الموضوع، فهو من الممكن أن يكون على شكل خطاب من شخصاً ما أو مناقشة جماعية أو خطبة في ندوة أو اجتماع تحت إشراف شخصاً ما وهو الملقي.
قبل أن يلقي الملقي الموضوع أو الخطاب فلا بد أن يكون متأكد من استفادة المستمعين الكاملة من هذا الموضوع أو الخطاب، ومعرفة مدى تأثرهم بالخطاب المقدم لهم، حيث أنه من المهم أن يكون الموضوع في محيط الأشياء الذين يهتمون بها وتشغلهم.
من أهم عناصر الإلقاء الاهتمام بالمؤثرات الخارجية الموجودة في المكان مثل درجات الحرارة والأصوات المختلفة والإضاءة الموجودة بالمكان.
لا بد من معرفة أن لغة الجسد أثناء التحدث إلى المستمعين وإلقاء الموضوع عليهم لها دور كبير جداً في فن الإلقاء، وهذا بسبب أن حركات الجسم تساعد على توصيل الفكرة الأساسية للموضوع بكل سهولة، لذلك من الأفضل على الملقي أن يضع عينه عليها وعلى مدلولاتها أثناء التحدث، لأن هذا سوف يؤثر على قدرته العالية في إقناع الجماهير.
وأخيراً يجب عليك معرفة وفهم أن فن الإلقاء أو الخطابة هو عبارة عن مهارة فردية تم تطويرها بشكل مع مرور الزمن، وفي العصور القديمة كان الشعر يأخذ المركز الأول في مهارات الإلقاء والذي يليه هو الخطابة، ومن الجدير بالذكر أن تأثيره ناتج عن الملقي أو الخطيب الذي يتكلم وجهاً لوجه مع الأشخاص المستمعين، وهذه المهارة احتلت مكانة كبيرة وعظيمة عند العرب حيث أنها كانت تستخدم المدح والفخر وتمجيد القادة والملوك.