علاقة الطفل بالوالدين يجب أن تكون علاقة صحيحة قائمة على المبادئ السليمة والتوجيه الصحيح من خلال الحب والاحترام المتبادل حتى يتمكنوا من تعديل أي أخطاء في السلوكيات، لذلك يوجد بعض أساسيات تعديل السلوك التي يجب على الآباء والأمهات اتباعها كمحاولة لتعديل السلوكيات الخاطئة مع التحلي بالصبر والهدوء حتى نتمكن هو من مواجهة السلوكيات الغير سليمة واستخدام الطريق الصحيح لكل طفل على حدة.
ماذا يقصد بتعديل السلوك
- هو استخدام بعض الأساليب والطرق التي من خلالها يتم تغيير السلوك الخاطئ أو الغير مرغوب فيه الذي يصدر من الأفراد من خلال بعض الطرق العلمية المدروسة، وكان الهدف منها الوصول إلى وضع أفضل والعمل على تحسينه.
- يهدف أيضًا تعديل السلوك إلى ضبط الذات عند الأفراد، بجانب تطوير المهارات والقدرات الخاصة وتعتمد بشكل أساسي على التطبيق المباشر لبعض المبادئ.

الأهداف العامة لتعديل السلوك
يتم التركيز على تعديل السلوك من خلال مجموعة من الأهداف الهامة والتي منها الأتي:
- يساعد تعديل السلوك على أن يقوم الفرد في اكتساب بعض السلوكيات الجديدة الصحيحة التي لم تكن موجودة لديه من قبل.
- يعطي أيضًا للفرد فرصة حتى يستطيع التكيف مع البيئة المحيطة به.
- من خلال تعديل السلوك يستطيع الفرد أن يتخلص من كل المشاعر الكامنة بداخله من خوف وقلق وإحباط.
- يستطيع الفرد من خلال تعديل السلوك أن يقوم بفعل الأفعال المقبولة في المجتمع، ويساعده أيضًا أن يحد من أي سلوكيات غير مرغوب فيها.
خطوات تعديل السلوك
لابد من التعرف أولًا على خطوات تعديل السلوك قبل الأساليب التي تتبعها، لأن اتباع الخطوات أمر يسهل الكثير في عملية تعديل السلوك لذلك يحتاج المعلم أو الوالدين أو من يقوم بتعديل السلوك معرفة الخطوات التي تساعد في عملية تعديل السلوك وهي كالأتي:
تحديد السلوك
- لابد في البداية تحديد السلوك الذي نريد تعديله لأنه يوجد العديد من السلوكيات التي يفضل تعديلها، أو التي يتم البدء بها حتى تؤثر في حياة الفرد، ثم بعد ذلك يتم الانتقال إلى سلوك آخر.
قياس السلوك
- لابد من استخدام أدوات القياس التي تساعد في تحديد السلوك الذي نريد تعديله ومن هذه الأدوات الملاحظة والاختبارات والمقابلات.
- جمع كل الملاحظات التي حدث فيها هذا السلوك ومدى قوته.
تحديد المثيرات
- يتم هنا في هذه المرحلة تحديد المثيرات التي حدثت قبل وبعد السلوك والتي تساعد في أن يقوم الفرد بعمل هذا السلوك.
تصميم الخطة
- بعد أن قمنا بجمع كل المعلومات هنا يتم اختيار الأسلوب المناسب الذي يتناسب مع السلوك الغير مرغوب فيه أو المراد تعديله، ثم يتم وضعه داخل خطة ليتم تعديل هذا السلوك.
تقييم الخطة
- هنا نكون قد وصلنا إلى المرحلة الأخيرة، ثم تقييم فاعلية الخطة، ثم كتابة كل النتائج التي ترتبت عليها.

استراتيجيات تعديل السلوك
يوجد مجموعة من الاستراتيجيات التي يتم استخدامها لتعديل السلوك، لكن لابد أولًا من تحديد ما هو السلوك الغير مرغوب فيه الذي نريد تغييره، وأهم الظروف الذي حدثت في هذا السلوك، وأهم هذه الاستراتيجيات الأتي:
مبدأ التعزيز
يقوم هذا المبدأ على إعطاء الطفل مكافأة عندما يقوم بعمل سلوك جيد أو إيجابي مكافأة على هذا العمل، ويوجد نوعين من التعزيز وهما كالأتي:
معزز إيجابي
- يتم تقديم هذا المعزز كمحفز عندما يقوم الطفل بعمل سلوك إيجابي، ومن يريد أن يستمر على هذا الأمر حتى يعرف الطفل أن هذه هي العادات السليمة التي يجب أن نقوم بفعلها.مثل العادات الصحية أو أن يقوم بتنظيف غرفته.
المعزز السلبي
- هنا يتم حرمان الطفل من المكافأة عندما يقوم بعمل سلوك غير مرغوب فيه فهو من أفضل الأساليب التي يتم اتخاذها في العقاب.
شروط التعزيز
- حتى يظهر دور تحديد المعزز لابد أن يتم بعد حدوث السلوك بشكل مباشر.
- لابد من أن يستمر حدوث هذا التعزيز عند السلوك الإيجابي حتى يرتبط مع الطفل أنه مجرد أن يقوم بعمل هذا السلوك سوف يحصل على المكافأة.
- عند اختيار المعزز لابد من اختياره على حسب أهميته بالنسبة للطفل، وهل يكون له تأثير أم لا، لأنه من الممكن استخدام معزز يتناسب مع طفل ولكن لا يتناسب مع طفل آخر.
العقاب
العقاب هو طريقة من طرق تعديل السلوك التي يكون الهدف منها التنفير من سلوك سلبي أو سلوك غير مرغوب فيه، حيث يوجد درجتين من العقاب وهم كالأتي:
- الدرجة الأولى من العقاب تشمل أن يتعرض الشخص لأمر يظهر له أن هذا السلوك غير مرغوب فيه مثل الضرب أو الصراخ ولكن نحاول التقليل من هذا النوع من العقاب.
- الدرجة الثانية من العقاب حيث يتم حرمان الطفل من شيء محبب له عندما يقوم بعمل هذا السلوك الغير مرغوب فيه بحرمانه من المعزز الإيجابي وهي المكافأة.
التشكيل
التشكيل من أهم الطرق التي تساعد على اكتساب سلوك جديد جيد يفضل اتباعه، حيث يتم استخدام المعزز الإيجابي التي تساعد على الاقتراب من القيام بالسلوك الجيد الغير موجود عند الشخص ويكون من خلال الآتي:
- لابد من تحديد السلوك النهائي المراد تعديله بهدف تعزيز الاقتراب من السلوك المستهدف والابتعاد عن أي سلوكيات أخرى ليس لها علاقة بالسلوك المراد تعديله.
- تحديد قائمة تضم السلوكيات التي تساعد في الوصول إلى السلوك النهائي المطلوب.
- اختيار السلوك الذي سوف نبدأ به التشكيل.
- يجب تحديد كل المعجزات والحوافز بالطفل قبل البدء فيه.
التعلم بالنموذج
- من خلال هذه العملية يتم تغيير السلوك نتيجة مشاهدة سلوك شخص آخر، على سبيل المثال أن يتعلم الطفل أن يستأذن قبل عمل شيء وهذا من خلال أن يشاهد أحد زملائه يستأذن قبل فعل الأمر.
الإقصاء
- هنا يكون الإقصاء إجراء عقابي حيث يتم سحب التعزيز الإيجابي لفترة بعد أن يقوم الطفل بعمل سلوك غير مرغوب فيه.
التصحيح الزائد
- نتقدم بطلب من الطفل أن يعدل الأضرار التي نتجت عن السلوك الذي قام به وهو السلوك الغير مقبول، مثل عندما يقوم بكسر شيء عليه أن يقوم بتنظيفه.
أساليب تعديل السلوك
أساليب تعديل السلوك من الخطوات المهمة التي يجب أن نتبعها حتى نتمكن من تعديل السلوك بشكل صحيح، ولكن لابد من معرفة أفضل الأساليب التي يتم التعامل بها مع المشكلة حتى نتوصل إلى أفضل النتائج وأهمها الآتي:

أسلوب الإطفاء
- يعرف هذا الأسلوب بالتوقف عن تدعيم السلوك عند ظهوره مثل التجاهل التام للسلوك، على سبيل المثال عندما يقوم الطالب بالثرثرة داخل الحصة حتى يلفت انتباه المعلم عندما يستجيب المعلم له هنا لم يتم تعديل السلوك مما يدفع الطالب إلى تكرارها، لكن إذا قام المعلم بتجاهل هذا السلوك أكثر من مرة يساعد على اختفاء هذا السلوك.
النمذجة
- النمذجة هنا تعني القدوة حيث يتم تعديل السلوك من خلال اختيار نموذج للتخلص من السلوك الخاطئ، حيث يتم إقناع الفرد أو توجيهة إلى الطريق الصحيح من خلال ملاحظة نموذج.
أسلوب التعاقد
- يمكن أن يتم التعاقد مع الفرد الذي يريد تغيير سلوكه من خلال التعاقد بشكل سلمي أو من خلال الكتابة حول موضوع معين حيث يتم الاتفاق فيه من الطرفين على ما هو السلوك المطلوب ونوع المكافأة في حال الالتزام ونوع العقاب إذا لم يلتزم، ولكن لابد من الالتزام الصادق بالنسبة للعقد فهنا يمكن اتباع هذا الأسلوب مع مشكلة العنف الموجودة عند الأطفال.
توصلنا إلى معرفة أساسيات تعديل السلوك التي من خلالها نتمكن من تعديل السلوك الغير مرغوب فيه إلى الأفضل، وتعرفنا على الأهداف العامة لهذه المبادئ.